الخيط الذي يربطنا

الخيط الذي يربطنا معرض فردي لروان عباس.

يتناول المعرض العلاقات المعقدة بين التأثيرات الثقافية والتاريخ الشخصي وعلاقتنا المتغيرة مع أجسادنا. ويأخذنا في رحلة تبدأ بذكريات الطفولة مع الدمى، والروابط التي تتكون مع دمى الحيوانات المحشوة التي تظل بمثابة سجل صامت لتحولات الحياة والتطور الشخصي والعلاقات المعقدة مع الهوية.

"متقصيش شعرك، القمر لسة مش كامل! ومتقصريهوش أوي زي المرة اللي فاتت! هتدفنيه؟ ولا هترميه زي كل مرة؟ عاوزة تخليه عندك خليه، بس بلاش تستخدميه في الشغل… شكله مخيف أصلًا، وبلاش برضو عشان محدش ياخده؛ ده ممكن يعملك مشاكل!"

تشاركنا روان عباس قصتها الحياتية مع قص الشعر، والتحديات التي واجهتها في مقابل التوقعات المجتمعية منها، مرورًا بالتشكيك في استقلالية الفرد وملكيته لجسده. نتأمل سويًا الطقوس المرتبطة بالشعر من الإحتفاظ به إلى التخلص منه، وصولًا إلى المعتقدات الثقافية المرتبطة بالموضوع. ليصبح الشعر حلقة وصل ملموسة بين الماضي والحاضر بإعتباره غلاف لجوهر الهوية والتغيير.

“أول ما تلمسه أجسادنا عند الولادة هي قفازات الطبيب البلاستيكية… بعد تنظيفنا من الدماء وعوالق محنة وصولنا إلى العالم، نصرخ…يلفون أجسادنا في القماش الناعم، ثم تلمسنا أمنا"

تنعكس ألفة أجسادنا بالأقمشة التي نرتديها ونلمسها في تعامل الأعمال الفنية المعروضة مع المنسوجات. تشجع روان عباس الجمهور على التفاعل مع بعض الأنواع الشائعة للمنسوجات من خلال استخدام مواد مختلفة كانت مخصصة في الأصل لملابس واكسسوارات. مثل ملمس الجلد، فإن اختيار هذه الأنواع من الأقمشة يحمل في طياته ثقل التجارب المشتركة، والتجاعيد، ويصبح وسيلة للتفاعل والتواصل.

تضفي التجربة الشخصية للفنانة وخلفيتها الثقافية سردًا متميزًا للمعرض؛ وتنسج من خلال مجموعة الأعمال المعروضة تناغمًا يدعو إلى الحوار والتفكير في الصور النمطية والتوقعات المجتمعية التي تواجهها النساء بشكل عام. يدعونا "الخيط الذي يربطنا" إلى إعادة تصور أجزاء الجسم المختلفة بشكل مجرد، والتفكير في ارتباط الماضي والحاضر، والخيوط التي تتجدد باستمرار لتنسج انسانيتنا المشتركة. كما يفتح النقاش حول الطبيعة المعقدة للجسم البشري والروابط التي توحدنا جميعًا كبشر.

Artist Talk &Tour

Scroll to Top