تقاطع الجزيئات معرض فردي لإلهام فتابور
"تقاطع الجزيئات" معرض متعدد التخصصات يضم ثلاث مجموعات من الأعمال المتميزة والمترابطة بشكل دقيق. يساهم كل جزء من هذه التجربة الفنية في استكشاف مُفصّل لهوية الفنانة وتجاربها، موفرًا للمشاهدين سرد متنوع يلقي الضوء على جوانب مختلفة من قصتها الشخصية.
في المجموعة الأولى، يتعامل المُشاهد مع سلسلة من اللوحات كبيرة المقاس ذات الوسائط المختلفة حيث يكون البورتريه الذاتي للفنانة مَليء بالعناصر الثقافية والشخصية. هذه البورتريهات تحكي قصة هجرتها وتحدياتها النفسية. كل لوحة هي نظرة مفصلة عن هويتها وما مررت به؛ مما يقدم قصة ذات جوانب متعددة ليفهمها المشاهدون ويتواصلون معها.
القسم الثاني يحتوي على سلسلتين متميزتين من أعمال الفيديو التركيبية، تستكشف كل منها العلاقة الشعرية بالأرض وتسعى إلى خلق صلة و تواصل. تلاحظ الفنانة تغيرًا ديناميكيًا -في حدود المساحات "العامة" و"الخاصة"- مؤديًا لتآكل هذه الفروق. على سبيل المثال في سلسلة أعمال الفيديو، "تربة" (۲۰۱۹) و "رمل، ملح" (۲۰۱۹-۲۰۲۰) و"غرز منفردة" (۲۰۲۳)، تؤدي أعمال تبدو بسيطة كالرسم والخياطة والتطريز في بيئات غير مألوفة ومناظر طبيعية مختلفة كالرسم على أرض بحيرة مالحة وأرض صحراء رملية أو خياطة الشقوق الأرضية والتطريز على الثلج. كل عمل يبدو منزليًا ومألوفًا يحمل مفهومًا مجازيًا وطقوسًا خاصة. وبصفةٍ خاصةٍ ٬ فإن عمل التطريز الذي غالبًا ما يُنظر إليه على أنه مهارة منزلية تقليدية تؤديها النساء في معظم الأوقات، تكتسب أهمية دقيقة. على الرغم من أن التطريز متأصل في التاريخ باعتباره أحد أقدم الحرف اليدوية في العالم، إلا أنه كان بمثابة أداة للمقاومة. لقد قامت النساء بقلب الأدوار التقليدية للجنسين، و أعربن عن إبداعهن وقدرتهن من خلال تلك الحرفة المستمرة. تظل تلك الحرفة وسيلة قوية ومبتكرة للتعبير والمقاومة النسوية.
الجزء الأخير يعرض القسم الثالث وهو لعمل مركب مستمر للأقمار الصناعية، يرمز للترابط المتشابك والاستمرارية. "أطباق الأقمار الصناعية - صناعة منزلية" هي سلسلة مستمرة لعمل مجهز في الفراغ منذ عام ٢٠١٩ باستخدام أطباق أقمار صناعية حقيقية وتطورت إلى عمل مركب تفاعلي ذات وسائط متعددة. يستكشف هذا المشروع موضوعات الاتصال والرقابة، مستخدمًا مفهوم التمويه. وذلك من خلال الرسم مباشرة على أطباق الأقمار الصناعية الأصلية، و المقصود هو إخفائها داخل محيطها، وإبعادها عن سياقاتها الطبيعية والاجتماعية والسياسية. تستكشف التجربة التلاعب بالإشارات البصرية واستخدام التمويه كاستعارة وأداة للكشف عن آليات القوة والسيطرة. كما أن تلك التجربة تطرح حوار نقدي حول التقاطع بين التمويه والثقافة البصرية مع قضايا مجتمعية أوسع مثل المراقبة والرقابة الذاتية؛ لتسلط الضوء على تأثير النظام المعروف بالرؤية الشاملة (البانوبتيكون) على السلوك الفردي. بالإضافة إلى ذلك، تتعمق ممارستها وأبحاثها الفنية في التداخل الموجود بين وسائل الإعلام والرقابة والتواصل وذلك باستخدام الرسم والأعمال المركبة والفيديو. وتسلط الأعمال الضوء على الدور الهام الذي تلعبه أطباق الأقمار الصناعية في التصميم الحضاري العالمي كأدوات اتصال و كبنية تحتية للمراقبة؛ مما يكشف عن ارتباطها بالعوالم الخفية للأمن والمراقبة والنزاعات.
نشكر الدعم المُقدم من مجلس كندا للفنون، مجلس فنون أونتاريو، وحكومة أونتاريو.
جولة و نقاش مع الفنان
جولة لمعرضنا الحالي “تقاطع الجزيئات” و يليها نقاش مع الفنانة الهام فاتاپور للتعرف على مراحل عملها و تفاصيل اخري.