۲ التاريخ يؤدي إلى جبال ملتوية

النسخة الثانية لمعرض «التاريخ يؤدي الي جبال ملتوية» تضم مجموعة منتقاه من الأعمال والمشاريع الفنية للفنانين: هبة فريد، ملك حلمي، محمد المصري وسامي إلياس

يطرحون من خلاله عددًا من التصورات المقترحة ومتعددة الطبقات عن التاريخ باعتباره آداه حتمية تستخدم في انتاج وصياغة المعرفة، ولديها سُلطة التحكم فيها، من هنا نتساءل عن: من الذي يستطيع أن يقتبس صورة ما عن الماضي؟ أو بالأحرى من لديه القدرة والصلاحية على سرد التاريخ باعتباره ماضٍ يتم استدعاءه لتتجلى فيه قوة وهيمنة الحاضر؟

أعتقد أننا هنا في هذا المعرض لسنا بصدد وصف تعريفي لمن هو كاتب التاريخ؟ أو حتى تقديم التاريخ باعتباره مسارًا خطيًا متصل يتلخص في «كان يا ما كان...»، وإنما كمحاولة غير مباشرة لتفكيك آليات امتلاك «الماضي»؛ ومن ثم يسعى المعرض إلى تقديم صورة غير حصرية يمكنها أن تساهم في وصف الحاضر ليس باعتباره فترة انتقالية وانما كمرحلة قد يتجمد فيها الزمن.

انطلاقًا مما سبق يضم المعرض تركيب من وسائط متنوعة كالفيديو والمجسمات ولوحات وصور فوتوغرافية... وغيرها، والتي تتمتع جميعها معًا بالقدرة على طرح سردية غير خطية حول العديد من القضايا المتشابكة التي تخص التاريخ باعتباره مصدرًا خصبًا لإنتاج تصورات لانهائية عن الحاضر والمستقبل.

قد تَعْبُر تلك السردية الحدود الفاصلة بين العديد من الثنائيات كالواقع والخيال، الرواية الرسمية وغير الرسمية، الحقائق الجغرافية والمتخيلة أو إمكانات الرجوع للتاريخ لترسيم جغرافيا بديلة... وغيرها،

كل هذا في النهاية يضعنا أمام سؤال: كيف يستمد الفنانون سُلطتهم في إعادة صياغة التاريخ كما يروه؟

المنسقة الفنية للمعرض: هنا الببلاوي

Scroll to Top