«بالحُب» هو المعرض الفردي الأول للفنانة رانيا عاطف، ويأتي ضمن مشروع فني ممتد تعمل عليه منذ ست سنوات يتناول موضوعي الأمومة والرعاية. تستعرض رانيا في هذا المعرض العلاقة الملتبسة بين العمل الفني والمنزلي، موضحة تداخل أدوارها كأم وفنانة في آن معًا، حيث تتحول الممارسات اليومية إلى أعمال فنية تعكس تداخل أنواع العمل المختلفة الغير مرئية.

يُعيد هذا المشروع تشكيل حدود المنزل والمعرض، وينقل الممارسات المنزلية إلى فضاء العرض، مسلطًا الضوء على أهمية الاعتراف بالجهود اليومية التي تظل غالبًا خارج دائرة الاهتمام العام والمؤسسي، سواء في المجال الفني أو الاجتماعي.

كما يستكشف أدوار الرعاية والعمل غير المأجور بوصفهما أفعالًا مدفوعة بالحُب، لكنه يطرح تساؤلات حول الأنظمة الاقتصادية والرعوية التي تعتمد على هذا النوع من الجهد الخفي لاستمرارها. كما يناقش العلاقة بين الاحترافية والهواية والتوتر بين التمرد على أدوار الرعاية والاعتراف بأهميتها في الوقت ذاته.
لا يهدف المعرض إلى توثيق حياة شخصية بقدر ما يقدم رؤية ذاتية لتقاطعات العمل المنزلي والفني، حيث يمتزج الاثنان في تجربة تحكي عن التداخلات التي تشكّلنا وتدفعنا إلى التساؤل عن حدود ما هو مرئي وغير مرئي. وربما هو محاولة لتسليع العمل الرعوي من خلال المساحات الفنية، في إطار الالتفاف على النظام الاقتصادي الأكبر. في تساؤل: هل العمل الفني قادر على لعب هذا الدور بينما هو خاضع أيضًا لاقتصاديات العمل المرئي؟
يشمل المعرض برنامجًا موازيًا يضم عروض أفلام وقراءات ونقاشات عن العمل والرعاية، يبرمجه القيّم الفني والباحث علي حسين العدوي، وحفل إطلاق ومناقشة كتاب «مخازن الرعاية» للفنانات رانيا عاطف، نادية منير، ومي الشاذلي، مع القيّم الفني ومحرر الكتاب أحمد شوقي حسن.